تغيرات الفضاء تهدد مستقبل الأقمار الصناعية

من طرف ضوء القمر الثلاثاء يناير 15, 2008 5:25 pm

أكد خبراء ومسؤولون في الادارة الامريكية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي أن التغييرات المتزايدة في طقس الفضاء تبعث على القلق لأن تأثيرها يزداد سوءاً في عمل الاقمار الاصطناعية التي تدور حول الارض لأغراض متعددة مدنيا وعسكريا، وانهم يتوقعون زيادة هذه التغيرات وظواهرها من عواصف وإشعاعات وحزم ضوئية وأشكال من موجات الغبار والغازات الضارة المتعددة الألوان التي تأتي من أعماق الفضاء البعيد نحو الارض مقتحمة غلافها الجوي مسببة الكثير من التأثيرات، ويقولون إن الارض وغلافها الجوي سيصبحان خلال أعوام قليلة مقبلة تهديداً علمياً ومناخياً خطيراً وجدياً للاقمار الاصطناعية وعملها والتكنولوجيا المرتبة بها في إطار ما يمكن تسميته “المناخ الفضائي” الذي سيشهد تغييرا كبيرا - بالزيادة طبعا- في وتيرة العواصف والموجات الاشعاعية وموجات اخرى من الغازات والغبار وانفجارات وتوهجات ساطعة الانوار تلحق اضرارا وتحولات سلبية في طقس الغلاف الجوي، وان هذه الوتيرة قد تستمر 11 عاما وتبلغ ذروتها عام 2011 قبل ان تخمد وتنتهي.

كما يعتقد العلماء بأن السنوات المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في عدد العواصف الفضائية والجوية وستؤثر مؤقتا بصورة كبيرة وعميقة على عمل ووظائف عدد كبير من الاقمار الاصطناعية التي تزود امريكا وغيرها من الدول بمعلومات وبيانات في مجالات مدنية عديدة كالارصاد مثل الامطار ودرجات الحرارة والعواصف في البحار والمحيطات وكذلك تحسين البث التلفزيوني والاذاعي وحسن توظيف فروق التوقيت بين دول العالم لخدمات الادارة والاعمال واسواق العملات والاسهم والسندات والاوراق المالية إضافة الى مجالات عسكرية وحيوية سرية كالتجسس العسكري والاقتصادي والصناعي على الدول الاخرى.

ويقول “دوغ بيسيكر” من مركز توقعات الطقس التابع للادارة الامريكية للمحيطات والغلاف الجوي في كولورادو “إن تأثيرات التغير في طقس الفضاء تذهب الى ما هو اعمق مما نتصور وخاصة في المجالات الامنية والعسكرية لأن القوات الامريكية تعتمد بشكل رئيسي على معلومات وبيانات الاقمار الاصطناعية عن معطيات الواقع على الارض حيث تبلغ قيمة واهمية هذه المعلومات والبيانات في العراق قيمة واهمية الحياة نفسها لانها تساعد العسكريين الامريكيين في تحديد الاطراف المتقاتلة والطرف المهاجم وتمييز الصديق والحليف من العدو إضافة الى انها تساعد كبار القادة الميدانيين في اتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة في الوقت المناسب”.

وفي عام 1989 تعرضت مناطق في شرق كندا يقطنها نحو ستة ملايين نسمة لموجات كهرومغناطيسية لمدة قاربت تسع ساعات نتيجة عواصف جرت على ارتفاعات عليا في الفضاء مما أدى الى قطع التيار الكهربائي واضطراب المرافق والخدمات العامة وخدمات البنوك واصابتها بالشلل المؤقت. ويقول “فيل إيريكسون” الخبير التقني الفيزيائي في مركز “هايستاك” الامريكي لمراقبة طقس الفضاء إن الخلل الذي يصيب المجالات المغناطيسية في الغلاف الجوي للارض نتيجة الغازات والموجات الاشعاعية والضوئية القادمة من الفضاء البعيد نحو الغلاف الجوي تحدث اختلالات واضطرابات كبيرة في عمل الاقمار الاصطناعية وقد تؤدي الى تعطيلها بالكامل.